المجتمع المغربي في حد ذاته متعدد الأوجه، متأرجح و متمزق بين أبرز التناقضات التي تفصل بينها هوة ضخمة كالتي تفرق بين الأصالة و الحداثة، الإنفتاح و التزمت...
بين تضارب و صدام هذه المتناقضات، يجد المجتمع المغربي نفسه في دوامة ترميه تارة في أحضان الحداثة و التقدم، و تعيد تجنيده تارة أخرى إلى جانب الأصولية ـ أمر لا يخلى من تأثير أزمة الهوية الحادة التي تحط على أذهان المغاربة في الآونة الأخيرة و تصاعد المد الأصولي ـ رفض البعض لمفاهيم العلمانية و الحداثة راجع لرأيتهم فقط ليد الغرب كمحرك و محفز لها، لم يتمكنوا من تملك هذه القيم ( و ذلك راجع أيضا إلى عوامل تاريخية لن نطيل في سردها، فالدول الإسلامية لم تمر بعدة مراحل تاريخية أثمرت عند نقيضاتها الغربية إلى ما تعرفه من دمقراطية و حريات فردية الآن) التي هي في حقيقة الأمر قيم كونية تهدف إلى احترام كرامة كل انسان و منحه مساحة الحرية اللازمة لتحقيق ذاته و تطويرها بشكل سليم. إذا تمكن كل فرد من أن يدرك فيما تعنيه قيم العلمانية و الحريات الفردية مباشرة، لن تبقى في ألسن الكثير مصاغة بشيطانية.
لا نزعم على أنه بإمكاننا إحداث تغيير جذري في مفهوم المقدس لدى المغاربة، فعوامل كثيرة من أبرزها التعليم الذي جائت مطالبنا في إطاره، تجعل من الصعب على العديد التحلي بالجرأة لأخذ خطوة خارج الحبال الكهربة التي ترسمها ظلمات الجهل المقدس السائدة، تساؤلات تبقى حبيسة الأذهان تخجل الأفواه عن طرحها، أفكار منيرة يقتمها رهاب تحدي المسلمات...
بمبادرتنا في دفعتها الأولى، لا نزعم تغييراً قاطعاً مع سابقه، بل زعزعة الأفكار الجاهزة التي نادراً ما يحرك ركودها ساكن. و ذلك عن طريق استنطاق نظام التدريس المغربي الذي إن لم يكن هو المصدر الأول لتلك الأفكار الجاهزة، إذ يأتي بعد البيت، فهو يعززها و يصقل رسوخها و يزيد من ثقلها الذي يعطل الفكر الحر و يمنع الطاقات الإبداعية من البروز و الشخوص بشكل كلي. نريد من التعليم أن يكون فسحة لعقل التلميذ كي يتحرر من الطابوهات المقدسة و المسلمات عن طريق منحه مناعة فكرية و مبادئ إنسانية كونية تتعدى مفاهيم الإنتماء الضيقة و العتيمة المولدة للتعصب و نبذ الإختلاف
بين تضارب و صدام هذه المتناقضات، يجد المجتمع المغربي نفسه في دوامة ترميه تارة في أحضان الحداثة و التقدم، و تعيد تجنيده تارة أخرى إلى جانب الأصولية ـ أمر لا يخلى من تأثير أزمة الهوية الحادة التي تحط على أذهان المغاربة في الآونة الأخيرة و تصاعد المد الأصولي ـ رفض البعض لمفاهيم العلمانية و الحداثة راجع لرأيتهم فقط ليد الغرب كمحرك و محفز لها، لم يتمكنوا من تملك هذه القيم ( و ذلك راجع أيضا إلى عوامل تاريخية لن نطيل في سردها، فالدول الإسلامية لم تمر بعدة مراحل تاريخية أثمرت عند نقيضاتها الغربية إلى ما تعرفه من دمقراطية و حريات فردية الآن) التي هي في حقيقة الأمر قيم كونية تهدف إلى احترام كرامة كل انسان و منحه مساحة الحرية اللازمة لتحقيق ذاته و تطويرها بشكل سليم. إذا تمكن كل فرد من أن يدرك فيما تعنيه قيم العلمانية و الحريات الفردية مباشرة، لن تبقى في ألسن الكثير مصاغة بشيطانية.
لا نزعم على أنه بإمكاننا إحداث تغيير جذري في مفهوم المقدس لدى المغاربة، فعوامل كثيرة من أبرزها التعليم الذي جائت مطالبنا في إطاره، تجعل من الصعب على العديد التحلي بالجرأة لأخذ خطوة خارج الحبال الكهربة التي ترسمها ظلمات الجهل المقدس السائدة، تساؤلات تبقى حبيسة الأذهان تخجل الأفواه عن طرحها، أفكار منيرة يقتمها رهاب تحدي المسلمات...
بمبادرتنا في دفعتها الأولى، لا نزعم تغييراً قاطعاً مع سابقه، بل زعزعة الأفكار الجاهزة التي نادراً ما يحرك ركودها ساكن. و ذلك عن طريق استنطاق نظام التدريس المغربي الذي إن لم يكن هو المصدر الأول لتلك الأفكار الجاهزة، إذ يأتي بعد البيت، فهو يعززها و يصقل رسوخها و يزيد من ثقلها الذي يعطل الفكر الحر و يمنع الطاقات الإبداعية من البروز و الشخوص بشكل كلي. نريد من التعليم أن يكون فسحة لعقل التلميذ كي يتحرر من الطابوهات المقدسة و المسلمات عن طريق منحه مناعة فكرية و مبادئ إنسانية كونية تتعدى مفاهيم الإنتماء الضيقة و العتيمة المولدة للتعصب و نبذ الإختلاف