Translate this Blog

Arab to Chinese (Simplified) BETA Arab to English Arab to French Arab to Italian Arab to German Arab to Italian Arab to Japanese BETA Arab to Korean BETA Arab to Russian BETA Arab to Spanish

مساهمة للأستاذ حميد باجو

فتح مثل هذا النقاش هو في حد ذاته خطوة جد إيجابية على طريق البحث عن مخرج من تخلفنا فقد عشنا لقرون عديدة تحت هيمنة الصوت الواحد وكل من خالفه كان مصيره التكفير والرجم وحتى بعض الأصوات القليلة التي ارتفعت في منطقتنا سابقا لكسر الطابوهات المسيطرة قد تم قمعها واسكاتها بالقوة كطه حسين أو علي عبد الرزاق أو فرج فودة أو نوال السعداوي أو نصر ابو حامد أو أو و اللائحة طويلة
وزاد الأمر بلة أنه بعد تصاعد المد الأصولي منذ آواخر الثمانينات، حتى تلك
الفجوات القليلة التي كانت قد فتحت أمامنا لتنفس الفكر النقي تم إغلاقها
وفرض علينا الامتثال لأمثال القرضاوي وعمرو خالد وزغلول النجار والفيزازي
, وصولا إلى بن لادن وجماعته

في المغرب تم تهميش الفلسفة وخلق ما يسمى بالشعب الإسلامية في الجامعات
وذلك في إطار ...صفقة مفضوحة بين الملك الحسن الثاني ودعاة الأسلمة والتعريب آنذاك الهدف منها تخليصه من صداع اليساريين الذين كانوا يتكاثرون داخل الجامعة المغربية
حتى أنه تم التضحية بجيل كامل من أبناء المغاربة من الفئات الشعبية الذين
حالفهم الحظ للوصول إلى الجامعةن ليتم تجهيلهم عوض تعليمهم ومن تم يقذف
بهم إلى الشارع كمعطلين لا يعتصمون لحد أمام مقر البرلمان
هذا في الوقت الذي عمد فيه النظام إلى تخريج من يحتاج إليهم من أطر لتسيير دواليب الآقتصاد والإدارة في المعاهد الأجنبية وبعض المدارس العليا القليلة
والنتيجة أننا أصبحنا أمام فريقين متنافرين من أبناء المغاربة الذين وصلوا إلى الجامعة ابتداء من آواخر الثمانينات
فريق أقلية استفاد من التعليم الجيد وهو الآن الذي يسير دواليب الدولة والاقتصاد وثقافته ثقافته غربية محضة
وفريق أغلبية من أبناء الشعب تكوينه لا يخوله أي مكان في الاقتصاد الحالي ولكنه في نفس الوقت واقع تحت تأثير... ثقافة أصولية مقطوعة عن متطلبات العصر الحالي وتمنع عليه أية إمكانية للتعايش معها
هذا الجيل الأخير هو الذي تأطر من طرف طلبة العدل والإحسان وطلبة التجديد وصولا إلى أنصار إلى ما يسمى بالسلفية الجهادية، وهذا هو الجيل الذي أوصل تأثيره إلى مختلف التلاميذ والشرائح الصاعدة من أبناء المغاربة وهو الذي احتل مواقع التدريس في المدارس الابتدائية والثانوية، بحيث أن كل مدرسي ما يسمى بالتربية الإسلامية مثلا هم من خريجي تلك الشعب الإسلامية المزعومة
لكن ما هو واقع الحال راهنا؟
أعتقد هنا أننا دخلنا مرحلة جديدة ستغير كثير من المعطيات التي عشناها في العقود الثلاثة الأخيرة
أول تلك المعطيات أن المد الأصولي قد وصل أقصى طاقته وهو لن يسير إلا في اتجاه الضعف والتراجع
سبب ذلك هو فشل كل التجارب السياسية التي طمح إليها الإخوان المسلمون وكل أصحاب الإسلام السياسي بدءا من السودان ومصر والجزائر وغزة والعراق وصولا الآن إلى إيران
هذا التراجع سمح لبعض الأصوات المتنورة من داخل المرجعية الإسلامية نفسها أن تعيد إسماع صوتها وتفضح كثير من الترهات التي كان يتداولها السلفيون حول الإسلام ويكفي أن نقرأ هنا ما يكتبه مثلا نصر أبو حامد أو جمال البنا أو سيد قمني أو عبد الكريم خليل أو عابد الجابري أو صبحي منصور لنرى كيف بدأ يتوسع تأثير من يعرفون بالإسلاميين المتنورين
بالموازاة مع هؤلاء بدأ أيضا الليبراليون واليساريون وكل من يدعو صراحة إلى العلمانية يسترجعون بعضا من مواقعهم المفقودة ويسمعوا صوتهم من دون تقية أو مواربة

والفضل في هذا التوسع لهامش الحرية يرجع من جهة إلى تراجع ضغط الإسلاميين وضعف شوكتهم خاصة بعد أن أصبحوا هدفا لكل العالم منذ أحداث 11 شتنبر وفي المغرب منذ أحداث 16 مارس
ل...كن ألفضل أيضا في ذلك لانتشار الأنترنيت والفايسبوك الذي أتاح لنا حرية التعبير عن قناعاتنا دون خوف من قمع أو تكفير
فإنشاء هذا الموقع مثلا للدعوة إلى فصل الدين عن التعليم ، أو تكوين مجموعة مالي أو مواقع أخرى للدعوة إلى العلمانية أو الدفاع عن الحريات الفردية لم يكن من الممكن تصوره قبل عقدين من الزمن
بطبيعة الحال لن يقبل كل أولائك الذين تربوا تحت تأثير جو التسعينات المشبع بالأصولية حتى النخاع مثل هذا النقاش فهذا يقع فوق طاقتهم ولا نأمل أن نقنع غالبيتهم بالعدول عما تربوا في أحضانه
سيستمر هؤلاء في مهاجمة مثل هذه المواقع العلمانية كما يظهر مثلا من خلال تدخلات البعض في هذا الموقع نفسه
ولكن لحسن الحظ هي مجرد هجومات لفظية يمكن تحملها أو حتى تجاهلها وليس هجومات بالعصي أو بالحجارة كما كان يمكن أن يحدث في العقود السابقة
لذلك أنا ما يجب أن يهدف إليه مثل هذا النقاش هو الوصول إلى الأجيال الصاعدة ، جيل العشرية الأولى من هذا القرن ومن سيتبعهم، أي الذين تربوا في أحضان الفايسبوك والأنترنيت ولم يعرفوا قيودا على حرية التعبير وحرية القراءة والإطلاع كما عرفها الذين سبقوهم
فهؤلاء هم من سيكون حملة الثقافة الجديدة كبديل عن الثقافة الأصولية لجيل ا...لتسعينات والذين سبق وأن جاؤوا هم أيضا كبديل عن ثقافة اليسار لجيل السبعينات
وبطبيعة الحال يجب التمييز في هذا النقاش بين مواجهة الدين كدين وأي دين كان، لأن الحاجة إلى التدين هي حاجة عميقة في ذات الإنسان، وبين مواجهة الثقافة الدينية السائدة في كل مرحلة التي هي مجردة قراءة وتأويل بشري معين للدين في مرحلة معينة
أي أن ما نواجهه هنا هو بالضبط القراءة أو التأويل السلفي للدين الذي تكرس منذ سيطرة الأشع...رية وبجانبها السلفية الحنبلية على حقلنا الديني وإقصاءها سواء للقراءة العقلانية للمعتزلة والفلاسفة المسلمين أو للقراءة الصوفية لأمثل ابن عربي أو الحلاج أو غيرهما